رجل يسكن سيارته بشفشاون بسبب الإرث

منذ قرابة ثلاثة أشهر، ومحمد الكرتي يعيش في الغابة، بسبب خصام عائلي بينه وبين خالته التي هي في نفس الوقت والدة زوجته، فبسبب مشاكل حول الإرث، قرر الرجل السكن في سيارته القديمة بين أحضان غابة قريبة من الطريق الرئيسية رقم 2، جِوار دوار لْعناصر، إقليم شفشاون.
الكرتي الذي يبلغ من العمر 52 سنة، والذي كان يشتغل في بيع الأشياء المستعملة، وجد نفسه دون مأوى بعد أن طردته خالته من المنزل الذي يعود لها بسبب خلافها مع والده، فلم ينفعه إنجاب ستة أبناء من زوجته في أن يستمر في دفء السكن، بل إن حتى زوجته اختارت أن تبقى مع والدتها في انتظار أن يجد المشكل طريقه للحل.
ويحكي صديق لمحمد كيف أن الكرتي اكترى جرارا حمل فيه أمتعته وجرّ من خلاله سيارته القديمة التي لم تتحرك من مكانها منذ سنوات طويلة، ليختار مكانا هادئا بالغابة، حيث حوّل الجزء الخلفي من سيارته إلى مطبخ، والجزء الأمامي إلى مرقد، ورغم محاولة الدرك الملكي والمندوبية السامية للغابات طرده من هذا الملك العمومي، فقد أصر على البقاء، مهددا لهم أنه سيجلب أبناءه الستة للسكن معه في الغابة.
ومع اقتراب حلول شهر رمضان، يبدو أن معاناة الكرتي ستتضاعف، وهو الذي يأمل في أن يجد مشكل السكن طريقه للحل، خاصة وأن اقتناء المواد الغذائية يتطلب منه السفر لمسافة من الوقت، إضافة لإمكانية تعرضه للسرقة في مكان لا يعرف تغطية أمنية واسعة.